mark.afroto | عُضو جديد |
الجنس : عدد المساهمات : 11
| موضوع: بوح سر حياتي ,, الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 2:53 pm | |
| لمـن أبوح بما في نفسي وهو سر حياتي ، أثقلتني الهموم والأوجاع ، صرخت من الألم والنار التي احرقني لهيبها في صدري ، ولكــن للأسف كما عهدت نفسي دوماً جبانة فكل صرخاتي مكتومة ،، وهذا ما زاد وقعها على قلبي المحترق . ولكن لابد لهذا الجسد المنهار تماما داخليا أن يلاحظ كل من حوله ذبوله ،، بعد أن كان كالفراشة التي تطير من مكان لآخر تنشر الفرح وعبق الرائحة ، أصبح كسيراً ، أشلاء إنسان لا يظهر منه سوى دموع تملأ مقلتيه ، وشرود ، وصمت مطبق . أستنكر الجميع حالتي وبدأو بمسألتي .. قالوا : ما بك .. التزمت الصمت كعادتي ، هرعوا بي إلى الطبيب وبعد معاينتي والكشف علي قال : أنها لا تعاني شيئاً حرارتها طبيعية وكل تحاليلها سليمة فقط تعاني من سوء تغذية ، قال له مرافقي : دكتور أنها لم تاكل شيئاً منذ قرابة الاسبوع بالكاد تشرب القليل من الماء ، إجابه : نعم هذا واضح فعروقها ميتة ، لانبض بها . سأكتب لها بعضاً من الفيتامينات وفاتح للشهية ، رأيت مرافقي يأخذ الطبيب جانباً أدركت أنه يريد أن يستوضح منه أن كان هناك أمراً خطيراً يخبئه عني ، وأنا قابعة على الكرسي لاحراك . مرت الأيام واستمرت حالتي في السوء وزاد خوف من حولي علي ، وأنا في غرفتي استرق السمع إليهم وكلاً منهم يقترح تفسيراً لحالتي .. منهم من يقول لعله مس من الجان ، ومنهم من يقول لا أتوقع ذلك يبدو أنها عيناً وأصابتها ، والأخر يقول لا ربما كانت مسحورة ، وأخيراً قرروا حملي إلى شيخ ليقرأ على أشلائي المبعثرة ،، ذهبت راضخة لرغبتهم لا أقوى على الرفض أو التمنع جلست في غرفة بين المرضى انظر في أحوال الناس في انتظار دوري ، جاء موعد دخولي قرأ علي ، وبعد أن انتهى أفادهم بأن الأمور خير وليس هناك مايستدعي الخوف أو القلق وبدأ يسدي الخزعبلات التي لا أومن بها كالغسل قبل المغرب وعند الفجر بأعشاب وأمور بعيدة كل البعد عني ،، وأنا أنظر إليهم بعيون تملؤها الدموع لما ألت إليه حالتي ،، وأقول في داخلي أنكم جاهلون . كانت المشكلة الأكبر التي تؤرقهم ليس ذبولي ، أو إعراضي التام عن الأكل ، وانقطاع شهيتي عن كل متع الحياة ، كانوا يريدون تفسيرا لدموعي الصامتة ، وعدم قدرتي على النوم ، جاءوا باقتراح آخر اذهبوا بها إلى عيادة نفسية لكي يصرف لها الطبيب حبوب مهدئة تساعدها على النوم والراحة قليلاً . كالمرة السابقة حملوني مسرعين يريدون التمسك بأي قشة لنجاتي وعودتي إلى سابق عهدي ولكن هيهات ، ذهبوا بي إلى أشهر الأطباء النفسيين ، دخلت العيادة وجلست أمام مكتب الطبيب مطأطئة الرأس ورأيته يختلس النظرات إلى وجهي . وسألني : بما تشعرين .. لم أجبه . استطرد قائلاً : انتشرت في الآونة الأخيرة الأمراض النفسية بين الناس بسبب ضغوط الحياة وما شابه ، ولكن لكل داء دواء ، وأنتي شابة في ريعان شبابك وقوية ، ومؤمنة بأن مرضك هذا ابتلاء من رب العالمين . كل هذا وأنا صامتة . ثم قال : اخبريني ما التخيلات التي تأتيك وتدور في مخيلتك ، لكي تتضح الرؤيا أمام عينأي واكتب لكي العلاج المهدئ المناسب لحالتك . وقتها رفعت رأسي ، ونظرت في عيني الطبيب وأنا لا أرى أمام عيني سوى وجه حبيبي . فانهمرت دموعي بغزارة .. وقلت : لا أريد أي شي . تحمس الطبيب لأنه استطاع أخيرا أن يجعلني أنطق ، بعد أن توقع الجميع أنني أصبت بالبكم . فطلب الطبيب من مرافقي أن يخرج من الغرفة ويتركنا قليلا على انفراد ، خرج واقفل الباب خلفه . وظللت بمفردي مع الطبيب ، قام من كرسيه وتقدم مني وجلس في الكرسي المقابل لي . وبدأ يستحثني على الحديث بقوله : ، بوحي لي بما يختلج في نفسك ، حرام عليكِ هذا العقاب النفسي لما كل هذا الحزن الذي أراه في عينيكِ في وقت لابد وأن تكوني ممتلئة بالحياة . كنت انظر إليه واسمع صوته ، ولكني غير مستوعبة لما يقوله لاني شاردة الذهن في حوار مع نفسي .... ماذا أقول ؟؟؟ هل أقول أن روحي عليلة ، وهل من دواء للروح إلا بمسبب العلة . هل أقول أن حبي الذي وُلد بالأمس القريب أراه يموت صريعاً أمام عيني . هل اخبره أن من دعا ربه وقال الله يهنيك فيني والله يهنيني فيك يراني اليوم ذنباً وخطيئة وقد حلت عليه العقوبة بسببي . هل أقول أن الليل والنهار ، واليوم والأمس وغداً تساوت في نظري . هل أخبره أن النار التي أشعر بها بين أضلعي جعلتني أفكر بإغضاب ربي وإنهاء حياتي لكي ارتاح وأريح من حولي . هل أخبره انني اشعر بالذنب وتأنيب الضمير ففي الوقت الذي وعدته باحتضان حبه وقلبه كما احتضان الأم لوليدها جلبت له التعاسة . هل أخبره أنني اشعر بضيقة يعجز البشر عن فهمها أو تحملها . أم هل اخبره أنني لا أعلم أن كانت روحي حية أم هي بين عداد الموتى . قمت من على الكرسي منتصبة وقلت : اتركوني ، اتركوني في حالي لا أريد منكم شيئاً ، وخرجت مسرعة ودموعي تسبقني وتنساب بحرارة على خدي . لا أريد إلا صدر حبيبي ارتمي عليه وانتحب باكية على حــــاله وحـــالي .... نعم أريد أن ابكي وابكي وابكي ......... لعلي أموت أو أسعد . هو الوحيد الذي يعلم بما داخلي ولن أستطيع البوح بمكنوني لسواه فهو سر حياتي . | |
|